فيروس الخُمرة

فيروس الخُمرة:

فيروس نزفي خطير من مجموعة الفلافيفيرسس يصيب الانسان ويسبب حمى حادة والتهاب في الكبد والتهاب في المخ ونزف من اللثة أوالأنف أو المعدة (قيء دموي) أو الشرج (تبرز دموي) أو الرحم (دم من المهبل) أو الجهاز البولي (دم في البول) أونزف في الجلد ويؤدي إلى الوفاة بنسبة تصل إلى (25%). عزل هذا الفيروس لأول مرة من منطقة الخمرة جنوب جدة سنة 1995م ثم من مكة المكرمة ومؤخرا من نجران بالمملكة العربية السعودية ولم يعزل من أي دولة أخرى بالعالم. المعلومات المبدئية لوبائية المرض دلت على أنه ينتقل بالاحتكاك المباشر بالمواشي أو لحومها أوعن طريق لدغ البعوض وربما القراد. ولا يوجد حتى الآن أي علاج مضاد للفيروس أو لقاح واق. ولكون الفيروس حيواني المنشأ فإن دراسته تستدعي تعاون العديد من الجهات المعنية مع الفريق البحثي للجامعة كوزارة الصحة ووزارة الزراعة ووزارة الشؤون البلدية والقروية وهيئة حماية الحياة الفطرية ومشروع الإفادة من لحوم الهدي والأضاحي بالبنك الإسلامي.

كيف اكتشف فيروس الخُمرة؟

تم اكتشاف مرض حمى الوادي المتصدع وتشخيصه لأول مرة بجنوب المملكة سنة 2000م من قبل سعادة الأستاذ الدكتور طارق أحمد مدني (استشاري الطب الباطني والأمراض المعدية بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز) خلال عمله كمستشار لمعالي وزير الصحة السابق الأستاذ الدكتور أسامة عبدالمجيد شبكشي وتم تكريمه على هذا الإنجاز وعلى وضع خطط المكافحة التي أدت بفضل الله عز وجل إلى التحكم في المرض خلال أشهر معدودة. قام بعد ذلك معالي وزير الصحة السابق أ.د أسامة شبكشي بتشكيل لجنة لمكافحة الأمراض المعدية في الحج برئاسة أ.د طارق أحمد مدني وذلك بهدف التشخيص المبكر واحتواء أي حالات لمرض حمى الوادي المتصدع وذلك بالمرور على جميع المرضى المنومين بالعنايات المركزة وأقسام الباطنة والأطفال بمستفيات مكة المكرمة والمشاعر المقدسة للتأكد من صحة التشخيص والعلاج. وعند مرور أ.د طارق أحمد مدني على المرضى المنومين بمستشفى حراء العام ومستشفى الملك فيصل بمكة المكرمة خلال موسم حج 1421هـ (8-23 فبراير 2001م) اكتشف أربع حالات حمى فيروسية نزفية تم تشخيصها خطأً كالتهاب كبدي حاد في حالتين والتهاب في المخ غير محدد في الحالتين الأخرتين. تم أخذ عينات من هؤلاء المرضى الأربعة وتم فحصها لفيروس حمى الوادي المتصدع وحمى القرم وحمى الضنك وحمى النيل الغربي وكانت النتائج سلبية فتم الاشتباه بوجود فيروس نزفي جديد كسبب لهذه الحالات الأربعة وعليه تم إرسال عينات من هؤلاء المرضى إلى مراكز مكافحة الأمراض بأطلانطا بالولايات المتحدة الأمريكية (CDC ) للكشف عن وجود أي فيروس نزفي جديد حيث تم بالفعل عزل فيروس نزفي جديد من عائلة فيروسات الفلافي ويشبه إلى حد كبير فيروس غابات الكياسانور بالهند. ذكر المختصون بمراكز مكافحة الأمراض بأطلانطا بالولايات المتحدة الأمريكية (CDC ) أنهم في سنة 1995م وخلال حدوث وباء لحمى الضنك بجدة تلقوا طلبا من قبل أخصائي الفيروسات علي زكي في مستشفى فقيه بجدة لتحديد نوع فيروس تمكن من عزله من عينات دم لستة مرضى من منطقة الخمرة جنوب جدة سنة 1994-1995م كان لديهم أعراض تشبه حمى الضنك حيث استطاع عزل فيروس من هؤلاء المرضى الستة في فئران التجارب بعد حقن عينات من دمائهم بها إلا أنه لم يستطع التعرف على نوع الفيروس مما استدعاه إلى طلب العون منهم للتعرف عليه. واتضح وقتها أنه فيروس جديد لم يسبق له مثيلا فقاموا بتخزينه لديهم إلى أن قام أ.د طارق مدني باكتشاف الحالات الجديدة منه بمكة المكرمة سنة 2001م.


آخر تحديث
3/23/2011 4:42:30 PM